تطل علينا في هذه الأيام المباركة الذكرى السنوية العاشرة لوفاة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان –طيب الله ثراه-، عشر سنوات مضت على رحيل الوالد والقائد والمعلم مؤسس دولة الإمارات وصانع أمجادها، وباني نهضتها وعزتها، عشر سنوات مضت على رحيل الأب الروحي للاتحاد ومهندس نجاحاته وصاحب الفضل فيه ولا زالت مآثره ومناقبه وذكراه العطرة خالدة وعالقة في أذهان ووجدان الوطن والمواطنين، وقلوب ونفوس الأمتين العربية والإسلامية بعد مسيرة حافلة بالبذل والتضحية والعطاء.
لقد وهب زايد نفسه لبناء وطنه وخدمة مواطنيه وتحقيق طموحاتهم وتطلعاتهم في الحياة الكريمة الرغدة وقاد ملحمة البناء من مرحلة الصفر منطلقاً من رؤية ثاقبة بتسخير عوائد الثروات الطبيعية لبناء الإنسان وإقامة المدارس ونشر التعليم وتوفير أرقى الخدمات الصحية وأحدث المستشفيات والعيادات العلاجية في كل أرجاء الوطن وإنجاز المئات من مشاريع البنية الأساسية العصرية والمدن العصرية الحديثة التي حققت الاستقرار للمواطنين، لقد كان بحق رجل التنمية ومن الزعماء القلائل الذين تفانوا وأعطوا بكل سخاء من أجل عزة وطنهم وإسعاد شعبهم .
أدرك المغفور له بإذن الله منذ البداية أن الحفاظ على مكتسبات ومنجزات الاتحاد أصعب من تحقيق الإنجازات نفسها، وأن الحفاظ على هذه المنجزات لا يتأتى إلى من خلال أبناء الوطن وحماة الديار، فحرص على تمكينهم علمياً واقتصادياً واجتماعياً، وهيأ لهم كل سبل وأسباب الراحة والرفاه.
ولم تكن المرأة في منأى عن هذا الحراك الكبير الذي يشهده المجتمع الإماراتي، بل كانت في صلبه وإحدى ركائزه الأساسية، حيث تبوأت في عهد زايد الخير أرقى المناصب وحظيت بلقب سفيرة دولة الإمارات في أكثر من محفل عربي وإقليمي ودولي.
وقد كان الشيخ زايد يؤكد دائماً أن الإنسان هو العنصر الأساسي لكل تقدم وإن أثمن ثروة لهذا البلد هي الإنسان الذي يجب أن نعتني به كل العناية ونوفر له كل الرعاية فلا فائدة للمال بدون الرجال، وكان مؤمناً بأن رصيد أي أمة متقدمة هو أبناؤها المتعلمون وأن تقدم الشعوب والأمم إنما يقاس بمستوى التعليم وانتشاره، ومن أقواله المأثورة في هذا الصدد: "إن المواطن هو الثروة الحقيقية على هذه الأرض وهو أغلى إمكانات هذا البلد.. ولا تنمية للدرة المادية دون أن تكون هناك ثروة بشرية وكوادر وطنية مؤهلة قادرة على بناء الوطن".
أيقن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أن الحضارات لا تبنى إلا بالعلم وأن الأمم تنهض وتتقدم بأبنائها المتعلمين لذلك أولى أهمية قصوى لنشر العلم والتعليم والثقافة وشجع المرأة بصفة خاصة على طلب العلم.
لا تزال ذكرى روحه الطاهرة حاضرة في كل إنجاز تحققه دولة الإمارات على الصعيدين الوطني والعالمي لما له من فضل وبصمة في وضع اللبنات القوية والقواعد الصلبة في مسيرة الإنجازات الوطنية الشامخة .